عن علي بن الحسين قال :
كان لنا جار من المتعبدين قد برز في الاجتهاد ، فصلى حتى تورمت قدماه ! وبكى حتى مرضت عيناه ! فاجتمع إليه أهله وجيرانه فسألوه أن يتزوج ، فاشترى جاريه ، وكانت تغني وهو لا يعلم !
فبينما هو ذات يوم في محرابه يصلي ، رفعت الجارية صوتها بالغناء !! فطار لبه !!! فرام ما كان عليه من العبادة فلم يطق !! فأقبلت الجارية فقالت : يا مولاي ! لقد أبليت شبابك ورفضت لذات الدنيا أيام حياتك !! فلو تمتعت بي !!!! فمال إلى قولها واشتغل باللذات عما كان فيه من التعبد !! فبلغ ......
!! فبلغ ذلك أخاً له كان يوافقه على العبادة ، فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من الناصح الشفيق ، والطبيب الرفيق ، إلى من سُلب حلاوة الذكر ، والتلذذ بالقرآن ، والخشوع والأحزان، بلغني أنك اشتريت جارية ، بعتَ بها من الآخرة حظك ، فان كنت بعت الجزيل بالقليل .. والقرآن بالقيان !! فإني محذرك هادم اللذات !! ومنغص الشهوات !! وموتم الأولاد !! فكأنه جاء على غرة فأبكم منك اللسان !! وهدم منك الأركان !! وقرب منك الأكفان !! واحتوشك الأهل والجيران !! وأحذرك من الصيحة إذا جَثَت الأمم لهول ملكٍ جبار !! يا أخي ما يحل بك من ملك غضبان .
ثم طوى الكتاب وأنفذه إليه ...
فوافاه الكتاب وهو في مجلس سروره ، فغص بريقه !! وأذهله ذلك !! ، فنهض !! مبادراً من مجلس سروره وكسر أنيته !! وهجر جاريته !!! وعاد إلى عبادته .. وتلاوته للقرآن وكانت تلك قصة توبته !!